و قد أظهرت مقاطع مصورة من للجو فظاعة المشهد و الجثث ملفوفه في الاكفان من أجل الصلاة عليها و من ثم دفنها في مقابر جماعية تضم الآلاف من الشهداء، ممن هم معرفون و من هم من مجهولي الهوية لم يتم التعرف على أسمائهم و لا أوصافهم.
الوضع في غزة أصبح مأساويا حتى المقابر لدفن الشهداء باتت غير موجودة و محظوظ من وجد مكانا لدفن أخيه او صديقه، فالحصول على القبر أصبح مستحيلا في ظل تكدس جثث الشهداء يتم حفر حفرة كبيرة و تدفن فيها الجثث مكدسة في مقابر جماعية تضم العشرات و المئات من الشهداء.
حتى الصلاة على الشهداء أصبح يؤديها طاقم الأطباء و الصحفيين في ظل غياب أهالي الشهداء الذين هم كذلك شهداء أو من الجرحى، الأمر ينذر بكارثة فبعض الجثث تظل لأيام تنتظر من يواريها الثرى لكن دون مجيب، حتى ثلاجات حفظ الموتى أصبحت لا تشتغل في ظل إنقطاع الوقود.
في ظل ما يحصل كل أهالي غزة هم مشاريع شهداء مؤجلة، الكل ينتظر دوره فلا مكان آمن في غزة كل المناطق و كل المؤسسات مستباح فيها القصف، و الصواريخ لا ترحم حتى المستشفيات و مخيمات اللاجئين، بل هي أصبحت الهدف المباشر للجيش الإسرائيلي المتعطش للدماء، و الذي ينتقم من المدنيين شر إنتقام في ظل الصمت المخزي للعالم، الذي ينظر و لا يحرك ساكنا، خاصة من هم من بني جلدتنا.