 |
| دفن جماعي لشهداء سرقت جثثهم من طرف الجيش الإسرائيلي |
في مشهد يحمل الكثير من الألم و يحز في نفوس المشاهدين، أقيمت اليوم مراسيم تشييع و دفن جثة 111 شهيدا في المقبرة التركية في مدينة خانيونس جنوب غزة، الجثث التي تمت إستعادتها من طرف الجيش الإسرائيلي.
حيث قبل أيام قامت قوات الجيش الإسرائيلي بسرقة جثامين شهداء جلهم من مجمع الشفاء الطبي عندما قامت بمحاصرته، الجثث كانت في محيط المستشفى و بعضها قام الجيش الإسرائيلي بالنبش في المقبرة الجماعية التي حفرتها إدارة مستشفى الشفاء بسبب منع خروجهم منه.
و قد تم تسليم الجثث عبر تنسيق من قبل السلطة الفلسطينية بمدينة رام الله مع الحكومة الإسرائيلية، و يبدو أن السرقة التي تمت نحو مكان مجهول كانت من أجل أخذ عينات من DNI لتحليلها و ذلك بهدف التأكد من أنها ليس للأسرى الإسرائيليين.
و أصبحت الجثث مجرد أرقام ملفوفة ببلاستيك أزرق تصف في قبر طويل و ترس و كأنها عبارة عن أعمدة خشبية، و توارى الثرى بصمت رهيب وسط غياب الأهل و الأقارب و الأصحاب الذين لا يدرون شيئا عن تلك الجثث، فلا أحد يعلم من تكون و لمن تعود.
111 جثة لأطفال و نساء و شباب و شيوخ، بدأت تتحلل و بعضها تحلل بالفعل، و قد وضع الحاضرون كمامات بسبب تعفنها، حيث ظلت لأيام عديدة في الهواء الطلق، فيما تظل جثث أخرى محللة تحت الأنقاض لم يستطع أحد أن ينتشلها بسبب القصف المستمر.
و كذلك الجثث المتناثرة على جنبات الطريق، حيت تعرضت لرصاصة الغدر أو لقصف متعمد أثناء محاولتهم للنزوح نحو الجنوب بإعتباره مكانا أكثر أمانا من شمال غزة.
كما يستمر عداد الموت في الإرتفاع في ظل إستمرار القصف و المجازر و حصار المستشفيات و قصفها، على أمل أن يأخذ سكان غزة بعض النفس بعد تطبيق الهدنة المنشودة و لو لأيام قليلة، بعدها سيتم إعادة سيناريو الموت من جديد.