أخر الاخبار

فيديو: مرور شهر على حرب غزة، أبرز محطات العدوان الإسرائيلي

مرور شهر على حرب غزة، أبرز محطات العدوان الإسرائيلي
في مثل هذا اليوم من الشهر الماضي 7 أكتوبر إستفاق سكان المعمورة على خبر مثير للدهشة و الاستغراب معا، حيث قام العشرات من المقاومين من صفوف كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، بإختراق أعتد و أقوى نظام أمني في العالم، إختراق السياج الإلكتروني العازل.

إختراق تم عبر طائرات شراعية، من ثم إنطلقت الشرارة، طوفان الأقصى عملية نوعية لم يسبق لها مثيل، عبقرية في التخطيط و التنفيذ معا، إخفاق أمني و عسكري مخيب للآمال في الصفوف العسكرية و الشعبية بإسرائيل و حلفائها، تم أسر المئات من المدنيين و العسكريين، أخذوا من بيوتهم و هم بملابس النوم بعد ليلة سهر طويلة، فيوم السبت عند اليهود يوم راحة و عبادة لا عمل فيه الكل يسهر حتى الساعات الأولى من الصباح، و ينام بوقت متأخر من النهار.

و بعد ساعات، ضجت وسائل الإعلام في كل أنحاء العالم بهذا الخبر، و ما إن مرت ساعات قليلة حتى بدأ الثأر و الإنتقام، بل شر إنتقام، إبتدأ العدوان على قطاع غزة بعمليات قصف و غارات جوية، تستهدف المنازل و المدنيين كرد فعل على حادث شكل نقطة تحول في الشرق الأوسط و العالم.

مع توالي الأيام إزداد التصعيد، و إزدادت قوة الهجوم من إسرائيل على غزة، فأصبحت تقوم بمجازر يومية تحت غطاء الدفاع عن النفس، باعتبار حماس تقوم باتخاذ المواطنين دروعا بشرية، و إسرائيل تضطر للهجوم فقد حذرتهم بالهجرة نحو الجنوب، لكن ما من مجيب، بعد أيام أصبح الحديث عن عمليات توغل برية وشيكة داخل غزة للقضاء على جحماس و في نفس الوقت لتحرير الأسرى.


العملية تخبطت بين أخذ و رد، بين هجوم وشيك بعد ساعات، بعد أيام، بل بعد أزيد من أسبوعين، عمليات محدودة لجس النبض عن قدرة حماس في مقاومة "الجيش العتيد"، خصوصا بالترسانة التضامنية التي حلت منذ اليوم الأول إلى إسرائيل من قبل أمريكا، كبدت الجيوش الإسرائيلية بهزائم متتالية دمرت آلياتها و قتلت جنودها و نكل بهم شر تنكيل، و لازالت العملية مستمرة، تتقدم القوات الإسرائيلية أحيانا و تتراجع أحايين كثيرة.

بعد كل هذا أصبحت إسرائيل تقصف أماكن لا يجب أن تقترب إليها بموجب القوانين الدولية، المستشفيات و الملاجئ و المخيمات، لكن إسرائيل تستهدفها عنوة، بذريعة إيواء الجماعات المسلحة، بدأت بقصف مستشفى المعداني الذي راح ضحيته أزيد من 500 شهيد، بعدما شاهدت إسرائيل التنديد الدولي للحدث حاولت التنصل منه، باعتبارها غارة خاطئة و نيران صديقة جاءت من قذائف حماس عن طريق "الخطأ".

بعد أيام قليلة عاودت الكرة و لو بوتيرة أخف، تستهدف محيط المستشفيات و المباني التابعة لها بحجة أن فيها أنفاق تتخذها حماس ملاجئ آمنة، فقصفت محيط مستشفى الشفاء، و المستشفى الأندنوسي، و قصفت الطابق الثالث من ..
مستشفى الصداقة التركي و هلم جرا...، كما أخرجت العديد من المستشفيات و مؤسسات الرعاية الصحية عن الخدمة نهائيا، إما بسبب القصف أو بسبب نفاذ الوقود الذي منعت دخوله كليا إلى القطاع.

المنع جاء بعد فرض إسرائيل لحصار كلي على القطاع بعد اليوم الثالث لعملية طوفان الأقصى، فكما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت،  لا ماء و لا دواء و لا وقود لسكان غزة، إنقطع الرجاء و بات الغزويون يقتاتون على ما كان مخزن عندهم، فالعشرات من شاحنات المساعدات بقيت متكدسة لأيام عديدة في معبر رفح في إنتظار الفرج.

جاء الفرج، لكن الشاحنات المسموح بدخولها لا تشكل إلا نقطة في بحر إحتياجات الساكنة، يمر اليوم و يطوي صفحاته على يوم أليم و دامي رحل معه العشرات من الشهداء و مئات من المصابين لا يجيدون الدواء و لا الأسرة، حتى العمليات تتم بدون تخدير، في وضع إنساني أقل ما يقال عنه أنه كارثي بكل ما للكلمة من معنى، مناشدات عالمية و إحتجاجات في كل حدب و صوب، كلها تندد ما تقوم بها إسرائيل من إبادة عرقية ممنهجة.

بعد شهر من القتل و الدمار و الخراب، بعد وقوع أزيد من عشرة آلاف من الشهداء، و ما يزيد عن 25 ألفا من المصابين، لازالت إسرائيل تحصد المزيد من الضحايا خصوصا من الأطفال، بل لم يشفي صدورهم القصف اليومي و الأرواح التي ترتقي إلى السماء كل يوم، بل وزير تراثهم يدعو إلى تفجير قنبلة نووية و طي الصفحة، و البدأ من جديدة حياة خالية من الأشرار، و الدول العربية في صفهم لن تحرك ساكنا، حتى التطبيع مستمر بوتيرة عادية و كأن شيئا لم يحدث.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-