أدى القصف العنيف على قطاع غزة إلى أضرار لا يمكن حصرها و دمار على مستوى البنى التحية، كما أن القصف لا يطال المنازل و المنشآت العمومية فقط، بل أصبحت اسرائيل تتعمد قصف المستشفيات بحجة أنها وكر لحماس يتخذونها ملاجئ لهم و يربطون أنفاقهم بها.
و قد تلقت مستشفيات عديدة تهديدا مباشرا وشديد اللهجة لإخلاءها، لكن الكوادر الطبية لم تهتم لهذه التهديدات، فلا ملجأ آخر يمكن أن تأوي إليه المئات من الحالات المستعجلة، فحسب آخر إحصائية قدر عدد المصابين منذ بداية الحرب إلى 22219 جريح.
بعد أقل من أسبوعين على قصف مستشفى المعمداني الذي أدى إلى مجزرة حقيقية بسقوط أزيد من 500 شهيد، ثم قصف مستشفيات آخرى، كمحيط مستشفى الشفاء و محيط المستشفى الاندونيسي، و مستشفى الصداقة التركي الذي تعرض لقصف مباشر طال طابقه الثالث و ألحق به أضرارا جسيمة.
و قد خرج اليوم مستشفى الصداقة التركي عن الخدمة كليا، بسبب نفاذ الوقود و الدمار الذي لحق به، يذكر أن هذا المستشفى هو الوحيد المتخصص في علاج مرضى السرطان، و بهذا سيبقى المئات من المرضى بدون علاج ما يعرض حياتهم للموت الحتمي.
كما تم اليوم قصف مستشفى الحلو المتخصص في التوليد، ما أدى إلى تعريض حياة النساء و حديثي الولادة للخطر المباشر، علاوة على نقص الموارد الطبية التي جعلت الوضع كارثيا.
و قال مسؤول في منظمة أطباء بلا حدود ، أن الوضع في غزة أشبه "بكابوس"، حيث إرتفع عدد المستشفيات الخارجة عن الخدمة 12 من أصل 35، بعضها بسبب نفاذ الوقود و الآخر بسبب الدمار الذي لحق بها جراء القصف، و قد جدد المنظمات الإنسانية دعواتنا لوقف إطلاق النار الفوري، خصوصا على مثل هذه الأماكن الحساسة.