و ذلك لمحاكاة ما يعيشه سكان غزة بشكل يومي، حيث يتعرضون للموت بسبب العدوان الهمجي و القصف العشوائي المكثف الذي يستهدف كل الأماكن، فلا مكان آمن في غزة، كل الأماكن مستباح قصفها المساجد، الكنائس، المستشفيات و حتى مخيمات اللاجئين، هذه الأماكن التي يفترض فيها أن تكون آمنة و بمنأى عن كل أشكال القصف و الدمار و ذلك بموجب القوانين الدولية المؤطرة للحرب، لكن اسرائيل تنتهك كل القوانين، و كل أشكال العنف و القتل مباح لديها.
هذه هي المرة الثالثة التي يتظاهر فيها ساكنة المدينة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، لكن هذا الشكل من الاحتجاج هو الأول من نوعه، فيه تجسيد واضح لمعاناة و حياة سكان غزة، فالكل داخل غزة شهيد، أما من هو على قيد الحياة فهو مشروع شهيد قادم و هو مدرك ذلك تمام الإدراك.
العالم كله بصف الحق، بصف ساكنة غزة المقهورة و المنبوذة و المعرضة لأبشع الجرائم و المجازر، فلا يوجد شعب تعرض لهذا الكم من الظلم و الذل و الهوان، في ظل صمت دولي و حكومي مخزي خصوصا من بني جلدتنا.
إحتجاج مدينة بيك هو صوت صارخ ضد الظلم و الغطرسة الإسرائيلية، فلا يجب أن تكون عربيا أو مسلما أو قوميا حتى تتضامن مع سكان غزة، يكفي أن تكون إنسانا، تضامنك مع غزة باختلاف إيديولوجيتك و إنتمائك و دينك هو تعبير عن أنك إنسان و ضميرك حي.