حيث تم وضعهم مع بعضهم البعض و لف بعضهم بشراشف رقيقة للحفاظ على حرارتهم، كذلك تقوم الأطقم الطبية بكل ما أوتيت من حيلة بإنعاش الأطفال بواسطة التفس اليدوي كبديل عن التنفس الصناعي الذي توقف بشكل كامل، و قد فارق خمسة رضع خدج الحياة لعدم قدرة أجسادهم الهزيلة على الإحتمال.
فيما يضل الصغار الأخرون و هم زهاء 36 طفلا يحاولون المقاومة من أجل البقاء على قيد الحياة، في ظل إنقطاع الرجاء و أسباب الحياة في مستشفى الشفاء و في عموم مستشفيات غزة، منظر يوحي على بشاعة ما يحدث، و على الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في العيش رغم ظروف الحرب، و لكن يبدو أن لا يحق لأحد أن يحيا فوق أرض غزة و لو طفل ولد للتو.
و أصبح الموت يهدد حياة هؤلاء الصغار و المرضى في مختلف الأعمار و المصابين بمختلف الأمراض و كذلك جرحى الحرب، بسبب إنعدام أقل ظروف التدخل الطبي اللازم لهم، و في ظل الحصار الخانق الذي يرفض دخول الوقود كحل مؤقت لوقف هذا الموت الذي يهدد الجميع حتى الكوادر الطبية التي تتعرض للتجويع و كذلك للموت بسبب القصف المتواصل على محيط المستشفيات جميعها في غزة.
و قد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم أنه لا يمكن تحديد عدد الشهداء بسبب عدم قدرة الدفاع المدني و الإسعاف على إجلاء ضحايا القصف المستمر على قطاع غزة، ناهيك عن الوضعية المأساوية التي تطال جثث الشهداء، حيث تكدست و لا يستطيع أحد دفنها فالخروج من المستشفى يعني موتك الحتمي.
و يعرض تكدس الجثث و بقاؤها بدون دفن إلى تعفنها و تحللها ما قد يعرض حياة الأحياء لخطر الأمراض و الأوبئة، كذلك تم الإعلان عن أن الجثث المكدسة في الخارج أصبحت عرضة للنهش من قبل الكلاب الضالة التي تعاني هي كذلك من تابعات الحرب و الجوع إسوة بكل ما تدب فيه الحياة فوق أرض غزة.