أما في الشطر الثاني من المقابلة و التي أغضبت نتنياهو و من معه، ندد إسرائيل بقتل الأبرياء من النساء و الأطفال و المسنين، و دعى إلى وقف إطلاق ناري فوري، بل و دعى حلفاء إسرائيل و الداعمين لها إلى مشاطرة نفس الدعوة، من أجل إحلال السلم و إيقاف حمام الدم في غزة.
و يعتبر هذا التصريح هو الأول من نوعه الذي يتبناه ماكرون بل الأول الذي يصرح به زعيم داعم لإسرائيل منذ بداية العدوان، و عزى كثير من الناس تصريحه هذا إلى الضغوط الشعبية في الشارع الفرنسي التي تندد بما يحصل في غزة من مجازر يومية.
بنيامين نتنياهو لم يستطع أن يمر على تصريحات ماكرون مرور الكرام، بل وبخه توبيخا قاسيا كما يفعل الأب مع إبنه المشاغب، أو الأستاذ مع تلميذه الكسول، حيث بدأ الرد عليه بتثمين جهوده الداعمة لإسرائيل، و زيارة إسرائيل في خضم الحرب، لكنه هجمه و إعتبر تصريحاته خاطئة و غير أخلاقية.
حيث أكد أن من يقوم بقتل المدنيين في غزة هم حماس، و ذلك بمنع السكان للنزوح نحو الجنوب، و قصفها للمرات الآمنة و إختبائها تحت المستشفيات، و إتخاذها السكان دروعا بشرية لتحقيق مآربها، و أن ما تقوم به إسرائيل لا يستهدف أبدا المدنيين، بل إسرائيل تتجنب قدر الإمكان سفك الدماء البريئة.
و كرد على تصريحات نتنياهو النارية في حق ماكرون، تراجع الرئيس الفرنسي عن أقواله و بين أنه لا يحمل أبدا إسرائيل مسؤولية قتل الأبرياء و إيذائهم حيث أن إسرائيل بريئة من ذلك تماما.