 |
| إستشهاد 21 فردا من عائلة صحفي في قناة الجزيرة و الذي يحكي فقدهم بألم و حرقة |
في سلسلة مجازرها التي لا تنتهي، و في إستمرار مسلسل التقتيل الذي تنتهجه القوات الإسرائيلية بلا هوادة، قامت اليوم بمجزرة شنيعة في مخيم جباليا، و قد كان الهدف منزل عائلة المراسل في قناة الجزيرة مؤمن الشرافي، الذي فقد على إثر القصف الغاشم 21 فردا من عائلته.
و بالرغم من الألم الذي يعتصر قلبه جراء هذا الفقد، فقد ظهر الصحفي في مراسلة خاصة طويلة حكى فيها عن آلام فقده و عن الحسرة التي تعتصر قلبه، لفقدان 21 فردا من عائلته، من ضمنهم أبوه و أمه، إخوانه و أخواته و زوجات إخوانه و أبنائهم و خالاته و آخرون.
لحظة واحدة كانت كفيلة لأن يفقد جميع أفراد أسرته، يحكي بألم و بكلمات تختنقها العبرات يحاول عبثا أن يتمالك نفسه من ذرف الدموع، لكن محاولاته تفشل في بعض الأحيان و تدمع عيناه و تختنق كلماته، الصحفي الذي نزح مع فريق شبكة الجزيرة إلى خانيونس قبل أزيد من أسبوعين، ترك عائلته في الشمال حيث وطيس الحرب أعنف و القتل فيها أشد وطأة، بالرغم من أن جميع غزة تتجرع من نفس كأس المرارة.
و حسب الشرافي، فعائلته منذ بداية هذه الحرب نزحت إلى خمسة بيوت، و قد تم إستهداف منزلهم ببراميل متفجرة، إستطاعت أن تدمر بيتهم و البيوت المحيطة في رمشة عين، و أحالتها ترابا و غبارا كأنها لم تكن من ذي قبل، و قد تشكلت هناك حفرة عميقة تصل إلى 6 أمتار جراء قوة المتفجرات.
و حسب الشهود الذين رووا ما رأوه إثر تفجير المكان و محيطه، فإن الجثث حالت إلى أشلاء نتيجة قوة التفجير، الصحفي يعتصر قلبه الألم لأنه لن يستطيع دفن أحبائه، و قد بكى لأنه لم يضع قبلة وداع على جبين شهدائه، و تمنى لو أنه إستطاع أن يوده أمه قبل إستشهادها.
و أكد أن الإتصالات كانت قليلة جدا منذ نزوحه مع عائلته، و أن آخر رسالة صوتية تلاقاها قبل أيام من قبل والدته التي تضرب له موعدا للقاء قريب بمشيئة الله، هذا و تستمر معاناة سكان غزة مع الموت اليومي، و مع فقد الأحبة و مع التهديد الذي يتلقونه بشكل يومي.
الصحفيين هم هدف بالنسبة للجيش الإسرائيلي، هدف لشخصعهم و هدف لعائلتهم التي يحاولون أن يلووا بها ذراعهم للعدول عن العمل الصحفي من أجل نقل صورة الحقيقة ليراها الجميع، ليروا حجم الوحشية و الهمجية التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي.