في مجريات منتدى أيام طرابلس في ليبيا، تم تكريم الصحفي وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة من قلب غزة يوم الأحد الماضي 24 دجنبر، و ذلك بجائزة "السرايا الحمراء لصحافة السلام"، تقديرا لمجهوداته الجبارة في تغطية الخبر من قلب العاصفة، و من قلب الدمار و الموت يحدق بهم ليل نهار.
تسلمت زميلته من نفس القناة الصحفية خديجة بن قنة الجائزة، و تم عرض شريط فيديو أرسله الدحدوح كعربون شكر و تقدير عن هذه الإلتفاتة بتخصيص جائزة تكريمية له، و قد أعرب عن سعادته البالغة بهذا التكريم الذي أهداه إلى زميله الذي إرتقى شهيدا قبل أيام بقصف متعمد من القوات الإسرائيلية أثناء مهمة رسمية.
كما أهدى الدحدوح جائزته لأسرته الصغيرة التي راحت ضحية قصف إسرائيلي أهوج و مجنون لا يفرق بين الصغير و الكبير، بين المدني و المقاوم، لا يفرق بين الرجل و المرأة، كما أهدى التكريم لجميع الصحفيين الشهداء الذي بلغ عددهم 100 شهيد منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
و أكد أنه لا توجد حرب في هذا العالم مهما كانت قوتها و سنوات نشوبها نتجت عنها كل هذه الأعداد من الشهداء من الصحفيين، و صرح قائلا:" نعدكم بأننا مستمرون في التغطية بغض النظر عن التبعات و الثمن الباهظ الذي تدفعه".
و يذكر أن الدحدوح قد تعرض قبل أيام لقصف بواسطة صاروخ مسير أثناء تغطية أحد الأخبار، حيث تعرض لإصابة في يده ألزمته دخول المستشفى، كذلك تعرض زميله و رفيق دربه في التصوير سامر أبو دقة للقصف الذي إستشهد من جرائه بعدما ظل ينزف لستة ساعات دون أن يتمكن أحد من إنقاذه بسبب قوة القصف الإسرائيلي.
كذلك تعرضت عائلة وائل الدحدوح منذ أزيد من شهر لقصف طال منزله في أحد المخيمات التي نزحوا إليها، القصف الذي نتج عنه إستشهاد عدة أفراد من عائلته، من بينهم زوجته و إبنه و إبنته و حفيدته، و قد أثار الخبر حينئذ غضبا عارما بإستهداف الصحفيين و عائلاتهم لتخويفهم و لحثهم على التراجع عن نقل الصور المأساوية التي خلفتها الحرب الشعواء.