 |
| محاصرة مبنى الهلال الأحمر في غزة يزيد من عمق المعاناة |
قال مدير الدفاع المدني في غزة أحمد الكحلوت أن القوات الإسرائيلية قامت بمحاصرة مبنى تابع للهلال الأحمر في جباليا، و في داخله العشرات من المسعفين و المصابين، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية.
و أكد أن طواقم الدفاع عاجزة تماما عن إسعاف المصابين أو إنتشال الشهداء الملقون على قارعة الطريق بسبب القصف المستمر الذي إمتد لثلاثة أيام متواصلة بدون توقف.
كما نوه أن مخيم جباليا طريقه التي تفصل بينه و بين جباليا وسط المدينة مقطوعة تماما و أية محاولة للمرور قد تودي بحياة الشخص، الأمر الذي يعمق من المعاناة و المآسي داخل قطاع غزة.
و يأتي حصار مبنى الهلال الأحمر، بعد حصارات متتالية للمستشفيات و التي أخرجت جلها عن نطاق الخدمة، و أصبحت بمثابة ثكنات عسكرية يتخذها الجنود الإسرائليون مقرا لتنفيذ عملياتهم، و يعرضون حياة المئات لخطر الموت المحتوم، جراء حرمانهم من الاكل و الشرب و الدواء.
إضافة إلى الحصار البري و الجوي، تشن القوات الإسرائيلية حصارا بحريا، فقد نفذت زوارق تابعة للبحرية الإسرائيلية سلسلة غارات مكثفة نحو رفح، الأمر الذي أسقط العشرات بين شهيد و جريح.
و حسب آخر إحصائية حول عدد الشهداء و المصابين، فقد زاد عدد الشهداء عن 20 ألفا 70% منهم من الأطفال و النساء، و هذا يؤكد بالفعل ما تستهدفه القوات الإسرائيلية في حربها هذه.
و في الجانب المقابل، يتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة على أرض الميدان، بسبب ضراوة المعارك مع عناصر المقاومة، التي تدك الحشود و تدمر الآليات و تنصب الكمائن التي تطيح بإعداد كبيرة من الجنود بين مصاب و قتيل.
كما تستمر المحاولات الحثيثة للحكومة الإسرائيلية من أجل عقد هدنة إنسانية جديدة من شأنها أن تحرر أعدادا كبيرة من الأسرى لدى حماس، و ذلك بسبب الضغط الشعبي داخل الأراضي المحتلة.
حيث أن الشارع الإسرائيلي يعيش على وقع فجوة عميقة، و إحتقان كبير أدى إلى إنشطار كبير و عميق لم يحصل من قبل، الأمر الذي يعمق من الأزمة الداخلية في الحكومة الإسرائيلية بسبب تضارب الأراء، بين مؤيد لإستمرار الحرب و بين معارض لذلك.