نشرت أحد القنوات العبرية مشهدا من إستهداف أحد الطائرات المسيرة لأحد المقاومين في قلب غزة، و ذلك من أجل التباهي، لكن المشهد جاء على عكس متمنياتهم، فقد أثار إعجاب رواد التواصل الإجتماعي بسبب قوة إيمان الشهيد، و أثار في نفس الوقت سخطهم بسبب وحشية هذا النظام الهمجي.
الشهيد تيسير أبو طعيمة، و أثناء محاولته الهرب من أحد الشوارع جراء قصف أحد المسيرات، إحتمى في عدة مباني من أجل الإختباء و الهرب، لكن تم إستهدافه بأحد الشظايا.
لم يستلم تيسير حاول المقاومة و ظل يضمد جراحه بيديه، إلا أن أمر الله قد نفذ، رفع سابته و بدأ في التشهد قبل أن يتخذ وضعية السجود و تفارق روحه الطيبة جسده لتعانق عنان السماء.
تيسير أبو طعمية إمام أحد المساجد في غزة و حامل لكتاب الله، معروف بدماثة أخلاقه و حب الناس له و إحترامه نظرا لإخلاقه الحميدة مع الجميع.
تيسير و على غرار شهداء غزة، بالرغم من الموت الذي يلاحقهم من كل مكان إلا أن التخاذل لا يعرف طريقا إلى قلوبهم بسبب إيمانهم القوي بالله و بقضيتهم الأساسية.
الغزيون يحملون عقيدة وحيدة، و هي تحرير بلدهم من الإحتلال الغاشم و تحرير أولى القبلتين و ثاني الحرمين بكل ما أوتوا من إيمان و رضى و حب الحياة.
الغزيون هم وحدهم من يحمدون الله على إستشهاد أقرب المقربين لهم، و ذلك ليقينهم أن الله لا يتركهم، فبعد الليل السرمدي المظلم سيأتي الفرج و النصر لا محالة.
بالرغم من تخاذل الحكام العرب، و من تواطئ الغرب، بالرغم من ترسانة الأسلحة التي يتوفر عليها العدو، إلا أن اليقين و الإيمان يقف في وجههم صامدا و يلقنهم درسا لم و لن ينسوه.
فالجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر لا تنتهي، سقوط قتلى من الجنود بشكل يومي في الكمائن و الأنفاق و القنص من مسافة صفر، حتى القتل من نيران صديقة، فبسبب تخبط الجيش الإسرائيلي أصبح يقتل بعضه بعضا "خطأ".